الصفحات

الجمعة، 8 مايو 2015

الحلقة السادسة _ الهلالية والتجارية


المدرسة الثانوية التجارية والقبر المصاحب لها


لا شك أن المدرسة الثانوية التجارية بمحلة دمنة هي واحدة من أكبر مؤسسات التعليم الثانوي التجاري حجماً في المنطقة حيث أنها تغطي بلاداً كثيرة داخل مركزي محلة دمنة والمنصورة والبلاد المجاورة لهم. إلا أن معظمنا لا يعرف قصة بناء تلك المدرسة، وصاحبة الأرض التي تبرعت بها لبناء هذا الصرح عليها.


السيدة/ حميدة الهلالية من عائلة الهلالي كانت من أثرياء محلة دمنة وكانت زوجة لعمدة محلة دمنة في ذلك الوقت الحاج/علىي نصير رحمه الله، وكانت هذه السيدة تتوق كثيراً للأبناء إلا أن الله سبحانه وتعالى لم ينعم عليها بنعمة الأمومة وأن يكون لها ذرية وأبناء، ولما كانت أملاكها تقدر ب 65 فداناً فقد تبرعت بهذه الأفدنه لبناء المدرسة، وشراء سيارة مطافيء وسيارة إسعاف لخدمة البلدة والبلاد المجاورة. كما تبرعت بأرض المدرسة شريطة أن تدفن فيها وأن يكون قبرها بجوار قاعات الدرس فتتونس بضجيج التلامذة وتسعد بهم في موتها إذ لم تسعد بهم في حياتها، فتكون الأجيال المتعاقبة بمثابة الأبناء التي لم تلدهم، والذرية التي تتوالد عاماً بعد عام لتخرج لمصر نبتاً حسناً حتى وإن شابه بعض الأعشاب الضارة، إلا أن الأغلبية ستفيد البلدة والقطر بأكمله. 


كان لقبرها باباً يطل على شارع الزراعية، وكانت الفصول تجاور القبر فعلاً في السابق إلا أنه بعد تجديد المدرسة وإعادة بنائها حاول المهندس المسئول أن يضم مساحة القبر إلى مساحة ملعب المدرسة وأن ينقل القبر إلى جبانة محلة دمنة، إلا أن ورثة السيدة حميدة رفضوا ذلك بشدة مذكرينه بشرط التبرع بالأرض، فما كان إلا أن اضطر المهندس أن يحتفظ بالقبر في مكانه مع تجديده، وبدلاً من أن يبني فصولاً مجاورة له، أصبحت الفصول على الجانبين ذات اليمين وذات الشمال، وأصبح سور المدرسة ويبقي القبر شاهداً  على كرم سيدة كريمة من سيدات البلدة.

رحمها الله وأسكنها فسيح جناته في أعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق